الجمعة، 29 مارس 2013

انفضحنا يوبا



موريتانيا الجديدة ، فعلا جديدة ، موريتانيا منسلخة من كل تاريخها و قيمها  منسلخة من محظرتها و شعرها وكل ما تربينا عليه عن روايات  فتوة عربانها الذين يحتقرون المال احتقارهم للفضيحة و العار و علم زواياها الذين لا يخشون الا الله  وشمائل  حراطينها الشرفاء الذين يقضون يومهم في الكسب الحلال ، طربهم مدح رسول الله و فخرهم اكرام الضيف ، وزنوجها الأفاضل أهل العلم والسماحة و النزاهة وجمال الصورة وصناعها المبدعين الأذكياء الأتقياء.


  موريتانيا الجديدة في ايدي مستهتر أخرق متأثر بطفولة مشبعة بالأفلام الهندية الرديئة عن زعماء العصابات الذين يقفزون من الأزقة الى أعلى المراتب عبر ارتكاب كل انواع الموبقات بدون وازع و لا ضمير.

زعامتنا أوصلتنا الى الحضيض و اتت بسوابق  فريدة  لم تعرف لها البلاد بدأ بالرئيس "التيفاي" زعيم "شبيكو" ، قائد الحروب بالوكالة و بطل صفقات شراء طائرات عزرائيل  بعشرات ملايين الدولارات  ـ من دون مناقصة كما هي العادة ـ  وصولا الى عمليات  النهب المفضوحة  للثروات المعدنية والطبيعية جهارا نهارا وطبعا الجهل الفاضح و الفضائح الاخلاقية من كل نوع و صنف.

ضربات متوالية و فضائح بالجملة ... في اسبوع واحد صدرت احصائية حول الفقر في البلدان العربية و كانت نتيجتها  ان موريتانيا جاءت تحت الصومال التي تعاني حربا اهلية ضروسا منذ عقود  و جزر القمر التي لا تمتلك سوى محصول الفانيليا ، وجيبوتي التي تعتاش من تأجير ارضها لقاعدة عسكرية.

في نفس الأسبوع  طردتنا منظمة الشفافية الدولية بعد ان يأسها من امكانية تقييم فساد قيادة محاربة الفساد.

 في السابق قامت المنظمة  بخفض تصنيفنا و تأكيد ان قائدنا هو الأفسد في التاريخ الموريتاني ، اما الآن فتوصلت الى انه خارج التصنيف العالمي فما وصل له  لا يمكن قياسه ،ويفوق بمرات امكانيات المنظمة  العقلية والبدنية و المادية  لتقديره و معرفة درجته ،  فساد يشبه لوحة المونوليزا واهرامات الجيزة و تمثال الحرية التي لا يمكن لأي شركة مهما بلغت تقدير قيمها.

تسارعت الوتيرة .. فضيحتان في صباح واحد ، الأولى موثقة بالمستندات حول جريمة الأسمدة لأقرباء من ولد عبد العزيز كلفت المزارعين  خسائر تجاوزت عشرات المليارات من الحملة الزراعية للسنة الفائتة  بسبب عدم توفر الكفاية من الاسمدة ، والأظرف ان الاسمدة التي لم تصل في الوقت  تم شرائها بسعر يفوق ما تم الاتفاق عليه مع المورد رغم وجود تجار مستعدين لتوفيره بسعر ارخص.

أما الفضيحة الثانية فحدث ولا حرج ، سابقة تاريخية من نوعها، فلته من فلتات الزمان العزيزي ، خطوة جبارة في عالم الفضائح ستمكننا بفضل الله من التربع على عرش موسوعة جينس "للخزو".

أمامنا روايتان مدعومتان بتسجيلات  أولاهما  تؤكد ان العملية متعلقة بتزوير الدولارات و تمريرها عبر القنوات الرسمية و السوق المحلية ، أما  الثانية  فتتحدث عن عملية نصب و احتيال تعرض لها قائدنا الساذج والبريء و الطيب.

الرواية الاولى مدعومة بشاهد اجرى اكثر من مقابلة باسمه ووصفه و قدم ارقام هواتف يمكن التحقق من سجلاتها في شركات الاتصال و الثانية حول النصب لا يوجد عنها سوى معلومات غير موثقة بشاهد و لا ادلة ملموسة .

الرواية الأولى يدعمها مضمون التسجيل اذا   يقول  صاحبنا  لمحادثه العراقي :

 يزور الأوراق ويحاسبوك.

و مرة اخرى يقول يخرجوا المبلغ مما عندهم ويعطوك .

السؤال كيف يكون احدهم يمتلك ملايين الدولارات و المجوهرات  مودعة لدى بنك كما تقول الرواية الثانية و لا يمكنه سحب مليونين دولار منها ويحتاج الى ان يلجأ لمن يدفع عنه مبلغ 427 الف دولار لإطلاقها ؟

و كيف لا يتمكن من توفير المبلغ رغم ان المبعوثة تمكنت من معاينته والتأكد منه ؟

لماذا لا يدفع منه مباشرة و يأخذ الكنز؟ و لماذا ينتظر محدثه في موريتانيا ليقترح عليه سحب مليونين منه ؟

السؤال الآخر ما هو المعنى لكلام قائد الحرب على الفساد عن النسب التي ترتفع كل مرة و تتزايد؟

التحليل المنطقي ان العصابة سلمت مبالغ من الدولار المزور مقابل سعر منخفض لجذب  قائدنا المفدى و تشجيعه على دخول اللعبة عبر الوسيط العراقي  و بعد ان قام الطرف الموريتاني بتصريف المبالغ بطريقته بدأت العصابة بطلب نسبة اكبر مقابل كميات جديدة من الدولار الخارق خاصة بعد نجاح العملية الأولى   و ان صاحبنا  ابدى موافقته في البداية على الارتفاع و من ثم غير رأيه  بعد تجهيز الطلبية من أجل تخفيض في سعر الدولارات ـ على طريقة المساومة الحقيرة ـ و حاول التفاوض لتخفيضها مما حاول العراقي ان يحله عبر وساطة بين الطرفين  كما يتبين انه  دخل  في  مشكلة عويصة مع العصابة بسبب تغيير صاحبنا  لرأيه.

ثانيا ما هو الدليل على تورط المجلس العسكري وولد محمد فال ؟

و ما هو الدليل على ان العملية القذرة  من اجل جذب استثمارات لموريتانيا المسكينة ؟

هل تحاول هذه  الرواية أعادة الفلم المصري الذي يتحدث عن البغيّ الشريفة التي تبيع نفسها في الحانات و المواخير  لتعليم الفقراء و كفالة الأيتام و التبرع للفقراء في المستشفيات ؟

الرواية الأولى :
-
الرواية الاولى من مصدر اجنبي :

الرواية الثانية

معلومات عن فضيحة الأسمدة :

ترتيب الفقر في العالم العربي :

هناك 3 تعليقات:

  1. جميل شكرا للاعلام الذي سهل تواصلنا مع امثالك
    و ارجو عبره ان نتمكن من جمع طليعة فكرية تقدر على تغير الواقع

    ردحذف
  2. شكرا اخي الكريم ، هذا من لطفكم

    ردحذف
  3. لهذا نريدالحوار يارجل لقدعودن السلف وتوارثن الخلف وان الاوان لندرس الملف و ليس كل الذكور رجالا

    ردحذف

المتابعون