الاثنين، 24 أكتوبر 2011

ذكريات من وحي 8 جوان

غريب أمر هذه الحياة ، تمر سراعا  أشخاص نعرفهم ، لحظات تنقضي أحزان وأفراح تتعاقب  و تبقي في تلافيف الذاكرة  انطباعات  لا تمحى ، تعيش معنا تخالط اللحم و الدم ، تغوص ولا تزول وفجأة تخرج  لتتملك كل كياننا وتحيطنا بهالة من الحزن العميق.

بعد القبض على صالح ولد حننا و عبد الرحمن ولد ميني بدأت أشعر  بأن الخناق يضيق في نواكشوط  وبأن السلطات بدأت بوضع عيونها علي خصوصا بعد ظهور أخي الأكبر وقائدي المباشر  محمد ـ الحامد ـ  في فلم للتنظيم في الصحراء.


معارف لم أرهم من سنين يظهرون فجأة  بعد طول غياب يطيلون زياراتهم وكأننا لم نفترق للحظة ، محل جديد في ناصية الشارع  المقابل لشقتي لا تشي ملامح أصحابه  و لا نظراتهم بكونهم تجارا  ـ من المفارقات أنهم أغلقوا المحل بعد سفري بأيام ـ   سيارات بأشكال مختلفة تقف أمام البيت في مراقبة مكشوفة أقرب إلى الفجاجة ، عروض غريبة و متنوعة من أشخاص مشبوهين للانضمام للعمل المسلح ضد النظام و كأنهم على ثقة تامة بكوني عضوا في تنظيم فرسان التغيير! ، وفي الاخير جاءت  المعلومات بضرورة سرعة المغادرة.

السبت، 22 أكتوبر 2011

طلع النهار


إنها الثورة ، أنظمة ضاربة في القدم تتلاشى في أيام وتختفي معها منظومات فكرية بأكملها ، أحزاب الدولة ، الجنرالات بالثياب المدنية، الانتخابات المحسومة في الشوط الأول ، إعلام الطبالين و حملة المباخر، فكرة التنمية في ظل الاستبداد، نظرية الحاكم القوي، و فلسفة العمالة لتثبيت العروش ، الشوارع البهية كواجهات عصرية لإخفاء البؤس الطاغي.

تعرى زين العابدين و حسني مبارك و ظهرا على حقيقتيهما ، كشف للملأ تاريخهم المزيف و انجازاتهم الهزيلة ، يرميهم الجميع بالأحذية و الأوحال ويتوارى منافقوهم في الظلام آملين أن ينسى الناس تاريخهم بل وجودهم من أساسه.ُ
اليمن يمور و البحرين تفور و شباب ليبيا يروي ثراه بشلالات من الدم علهم يطهرون أرض عمر المختار من أدران طاغية جعل من ليبيا لعقود اربع طوال مختبرا للأفكار و التقليعات المجنونة، وموضعا للسخرية و التنكيت بين امم العالم بشطحاته و نظرياته المضحكة.

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

عمي الحاج


في نهاية السبعينات تعودت انا و الاصدقاء ان نتحلق  حول رجل عجوز يعتمر  طاقية سوداء ويلف جسده النحيل بذلك الثوب الليبي القادم من اعماق التاريخ و في يده عصا تساعده على تحمل ثقل السنين .....   كان عمي الحاج ـ كما يسمي الليبيون كل كبار السن ـ جد احد الأصدقاء.

دأب  الرجل بعد صلاة العصر على الجلوس على كرسي امام البيت وتعودنا نحن بعد ان يهدنا التعب من لعب الكرة و سباق الدرجات ومطاردة كلاب طرابلس أن نأتي لعمي الحاج و نجلس حوله ليأخذ في حكاية قصص مشوقة تحبس الأنفاس و ترفع نبضات القلوب....


كانت كل قصص الرجل عن المجاهدين الليبيين .... لن أنسى ما نسيت قصته عن سيدي عمر ـ عمر المختار كما عرفت لاحقا ـ ، و كيف قتل الأسد وهو شاب صغير في قافلة متجهة نحو  بلاد السودان ـ على ذمة عمي الحاج ـ بعد ان رفض عادة قديمة دأب عليها اهل القوافل بترك شاة في احد الأماكن التي يهيمن عليها أسد هصور عله ينشغل بها عن القافلة ... ترفع  سيدي عمر عن دفع الجزية صاغرا  للحيوانات  و بدأت ملحمة اخذت حاولي الأسبوع تقريبا لم استطع فيها النوم ليلة واحدة بدون ان اتخيل نفسي على جواد أبيض اصارع الأسود و أقاتل الطليان....

الخميس، 20 أكتوبر 2011

مقالات قديمة : في العسكرية .


ينقم الكثير من المبتلين بالأنظمة الانقلابية على العسكر و العسكريين و يرى أن العسكر بالإجمال قوم بدائيون و دكتاتوريون و سيئون ، وبإمكان  القارئ للتاريخ أن يجد الكثير من الصفحات المشرقة في تاريخ العسكر ،كما يجد أيضا صفحات مظلمة و داكنة يتمنى لو ينتزعها ، ولكن التاريخ يبقى بإشراقاته المتجلية و بأحلك صفحاته المظلمة تاريخا ، يمكننا إعادة قراءته و التعلم منه لا أكثر .


في سنة 1975 توفي في موسكو جورجي جوكوف ، و في يوم دفنه خرج الملايين من السوفييت يبكون بحرقة هذا الرجل الفذ الذي قدم لبلاده الكثير .

دخل الجندي جورجي جوكوف الجيش الروسي سنة 1915 كجندي في الوحدة 106 من سلاح الفرسان ، و دخل الحرب العالمية الأولى ليظهر من اليوم الأول شجاعة ملفتة و بسالة منقطعة النظير لتتم ترقيته بعد فترة و جيزة إلى ضابط صف و ليحصل و بكل جدارة على وسام سان جورج مرتين ، أحد أعلى الأوسمة في روسيا القيصرية .

ترحيب

اهلا بكم في عالمي الخاص في دائرة الحرية التي امتلك و اعذروني على كل زلة او خطأ و خشونة فأنا مجرد صدى لما عشته في حياتي ، فتحت عيني في هذه الدنيا على  عساكر خشنين يتلاقفون البلاد و العباد منطقهم يضحك ربات الحداد البواكيا ـ على رأي أبي الطيب ـ ، خبر  ابناء جيلي سحبهم خارج المدارس لمتابعة قطع أيادي بعض الفقراء البائسين في ملعب العاصمة أو التنزه  ايام العطل لمشاهدة الإعدام على شاطئ البحر، لم يكن هناك من متنفس سوى الانضمام للحركات السرية ، عشت زمنا في ليبيا القذافي و شطحاته و لكم ان تتصورا ..... وتونس المجاهد الأكبر في سني خرفه   ثم انتقلت الى سوريا لأجد لأعايش بعضا أحد اسوء الأنظمة في العالم و ليتملأ عقلي بنفايات فكرية مشعة ،  عشت تحت حكم شيوعيي بينين بقيادة "ماتيو كيريكو" القبيح و أراذل العسكر من نوع " بابا انجيدا" في نيجيريا و مغرب الحسن الثاني في سنوات القمع و الخوف وطبعا موريتانيا معاوية وحزبه الجمهوري و أعلي ووعوده الخلبية و سيدي ومنظمة "ختو" و ها أنا ذا في عصر جنرال خارج من قمقم التاريخ يحاول اعادة موريتانيا الى عصر اسلافه الغابرين ، عنده مشاكل جدية في القراءة و الكتابة و الكلام و النزاهة.
على الرغم من كل هذا سأظل مؤمنا بان اليوم افضل من البارحة و ان الغد أحسن من اليوم و ان الحرية قادمة لا محالة و ارجوا ان اعشيها واقعا او على الأقل ان اسهم بوضع حجر في صرحها المقدس .
هل عرفتم سبب حدتي وخشونة قلمي ؟
أهلا و سهلا بكم في رجع الصدى.

المتابعون