غريب أمر هذه الحياة ، تمر سراعا أشخاص نعرفهم ، لحظات تنقضي أحزان وأفراح تتعاقب و تبقي في تلافيف الذاكرة انطباعات لا تمحى ، تعيش معنا تخالط اللحم و الدم ، تغوص ولا تزول وفجأة تخرج لتتملك كل كياننا وتحيطنا بهالة من الحزن العميق.
بعد القبض على صالح ولد حننا و عبد الرحمن ولد ميني بدأت أشعر بأن الخناق يضيق في نواكشوط وبأن السلطات بدأت بوضع عيونها علي خصوصا بعد ظهور أخي الأكبر وقائدي المباشر محمد ـ الحامد ـ في فلم للتنظيم في الصحراء.
معارف لم أرهم من سنين يظهرون فجأة بعد طول غياب يطيلون زياراتهم وكأننا لم نفترق للحظة ، محل جديد في ناصية الشارع المقابل لشقتي لا تشي ملامح أصحابه و لا نظراتهم بكونهم تجارا ـ من المفارقات أنهم أغلقوا المحل بعد سفري بأيام ـ سيارات بأشكال مختلفة تقف أمام البيت في مراقبة مكشوفة أقرب إلى الفجاجة ، عروض غريبة و متنوعة من أشخاص مشبوهين للانضمام للعمل المسلح ضد النظام و كأنهم على ثقة تامة بكوني عضوا في تنظيم فرسان التغيير! ، وفي الاخير جاءت المعلومات بضرورة سرعة المغادرة.