السبت، 21 سبتمبر 2013

أجمل ما في طفولتي



لن اكذبكم ، لم أكن في طفولتي حسن الأخلاق  و لا مجتهدا في الدراسة  و لكن اتذكر صفة حميدة اكتسبتها من بلاد الشام التي عشت فيها جل صباي.

كنت أقف مع ابناء الحي  يوم الجمعة على سلم المسجد  و أمامنا ملائة بيضاء كبيرة نجمع فيها التبرعات للإيتام و الفقراء و بناء دور العبادة.

كان اصدقائي من المشهود لهم بالشقاوة و الطيش .. لكننا رغم ذلك لم نمد يدنا مرة الى أموال التبرعات مع اننا لم نكن نتردد في السطو على جيوب ابائنا و محافظ امهاتنا أو على قنينة مشروبات و قطعة شوكولا من المحلات المجاورة.

كنا نحترم المسجد  و نجل الإمام و نبادر الى تقبيل يديه بمجرد رؤيته... 

اتذكر مرة انني كنت مع الوالد في احد الأعياد الدينية بالمسجد الأموي و بعد انتهاء الصلاة سرت خلفه للسلام على  مفتي سوريا و بمجرد وصولي اليه مد لي يده بشكل أفقي، فأمسكتها و هززتها ، فضحك و سألني عن بلدي...

عرف مباشرة انني غريب ، لأن أطفال الشام  في سني يقبلون ايدي الأئمة والعلماء.

طبعا لم اكن اجرؤ على نفس التصرف لو كنت مع عصبة اصدقائي ، فهم صغار العقول و ربما يتهمونني بالكفر بالله و الرسول و يطلقون الإشاعات في كل الأحياء المجاورة عن الموريتاني الملعون.

آه لو تعرفون مدى الألم الذي ينتابني الآن عندما اشاهد رجل دين يمارس النفاق ، احس انه يسرق أجمل ما في طفولتي ، اقدس الأشياء في حياتي ، أحس انه تاجر نخاسة يبيع آلام بلال  و دماء سمية و شيب ابي بكر و أحزان علي ودموع اليتيم الفقير الذي غير وجه التاريخ بالحب و الرحمة صلوات الله عليه و على آله الطيبين الطاهرين و اصحابه الغر الميامين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون