السبت، 7 سبتمبر 2013

الدفع الرباعي 4x4

يحكى أن إمام جامع ممن يبالغون في اظهار المعرفة و العلم القى خطبة طويلة في يوم الجمعة تحدث فيها عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام وأورد فيها ان اسم الذئب الذي أكله "هملاج".
فما كان من احد المصلين الا أن هب  معترضا :
-        ولكن يا شيخنا الذئب لم يأكل سيدنا يوسف.
و بسرعة جاوب الإمام :
-        اقصد ان الذئب الذي لم يأكل سيدنا يوسف اسمه هملاج!
نعم إنهم المحترفون الذين لا يقف في وجههم منطق و لا دليل و لا حجة.










ظهر ولد عبد العزيز سريعا في الحزام الأخضرـ و كان هدفه الرئيسي فيما يبدو الجواب على تدوينات الشباب ـ و خرج علينا بأن صفقة مجاري مدينة نواكشوط ألغيت بسبب غلائها.
 يا سلام ....!

هل تُوقع الصفقات و يُعلن السعر و يتم النشر في الوكالة الموريتانية للأنباء و التلفزيون و الإذاعة ثم يتم الإلغاء بحجة الغلاء؟ ألا يتم منح الصفقات عبر مناقصة ؟ الا توجد مكاتب دراسات تحدد الكلفة قبل بداية أي مشروع ؟

أم أنها الإنجازات اللفظية ؟ ام داء خفة اليد المزمنة لقيادتنا الوطنية ؟ وكيف يستكثر السيد الرئيس هذا المبلغ على مدينة مثل نواكشوط و على صحة مواطنيها و ممتلكاتهم ؟ رغم ما يدعيه من وفرة مالية و خاصة ان مبلغ  صفقة الصرف الصحي  اقل بخمسين مليون دولار من صفقة بيع السنوسي التي ذهبت الى جيب واحد و اقل من امتيازات الجمارك للغدة السرطانية في مادة السكر وحدها  التي وصلت الى 230 مليون دولار*.

كل هذا لا يهم و لا يقف عقبة في وجه رئيسنا المحترم ، فهو من النوع الرباعي الدفع لا تعرقله مطبات الوقائع و لا صخور الحقائق و جبال الأدلة و البراهين.

طبعا لم يكن السيد الرئيس لِيفوّّت نغمته المحبوبة بإرجاع كل المصائب الى من سبقه من الرؤساء ، مدعيا ان المصيبة تكمن في ان الأنظمة السابقة لم تقم على مدى خمسين سنة بتمديد الصرف الصحي ....

جنرالنا العظيم سارع بالتحليق كعادته  متجاوزا حقيقة   وجود شبكة صرف صحي اسسها المرحوم المختار ولد داداه ،ظلت تغطي جل حاجيات المدينة حتى وصول العسكر الميامين ، و تقع قرب المستشفى الوطني لصيقة بمصنع كوكا كولا الذي يعرفه السيد الرئيس جيدا** .....

تشغيل نظام الدفع الرباعي عادة مزمنة ظهرت تقريبا في كل احاديث و خطب السيد الرئيس ، سواء في نواذيبو الذي ادعى فيه انه لم تحدث في زمنه صفقات بالتراضي ، او في جوابه عن سؤال  عن التناقض بين تصريحات وزير الخارجية الفرنسية عن مشاركة قواته  في العملية الفاشلة لإنقاذ "ميشل جرمانو" و ما تدعيه حكومتنا من ان العملية قامت بها قواتنا الباسلة  منفردة و الذي أجابه فخامة الرئيس بجملته الخالدة :
"خالڤ الا ذ اللي ڤلنا نحن"


طبعا لم يحرم السيد الرئيس سكان النعمة من عرض لمواهبه ،  أذ ظهرت سريعا اعراض تشغيل النظام من تنحنح و حركة لليدين و رمش سريع للعينين و بلع للريق بعد سؤاله عن فضيحة اكرا لينطلق بعدها مؤكدا و نافيا صحة التسجيلات الفضائحية  في آن واحد و بدون أي تردد مبهرا المعجبين بالقائد الفذ ذو الدفع الرباعي الفريد.
 


* تفاصيل عن امتيازات الغدة السرطانية في مجال السكر التي كلفت الخزينة أكثر من 230 مليون دولار
** معلومات عن معرفة السيد الرئيس بمصنع كوكا كولا

هناك تعليق واحد:

المتابعون